تحت عنوان: أثر التوحيد في تحرير الإنسان
تطرق الخطيب إلى هذا الموضوع " أثر التوحيد
في تحرير الإنسان " انطلاقا من قول الله سبحانه في محكم تنزيله: "ضَرَبَ
اَ۬للَّهُ مَثَلاٗ رَّجُلاٗ فِيهِ شُرَكَآءُ مُتَشَٰكِسُونَ وَرَجُلاٗ سَلَماٗ
لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَٰنِ مَثَلاًۖ اِ۬لْحَمْدُ لِلهِۖ بَلَ اَكْثَرُهُمْ لَا
يَعْلَمُونَۖ"
بين الخطيب معنى هذه الآية قائلا: "ضرب الحق
سبحانه في هذه الآية مثلا لرجلين: أحدهما: كان مشترَكا بين شركاء متشاكسين فيه أو
متنازعين فيه، كل يدعي أنه سيده ومالكه، والثاني: كان خالصا وسالما لواحد، فوضع
سبحانه السؤال بقوله: ﴿هَلْ يَسْتَوِيَٰنِ مَثَلاًۖ﴾.
والجواب طبعا: لا؛ أي: لا يستوي العبد الذي
يتنازعه أسياد كثر، بعضهم يأمر، وبعضهم ينهى، فهذا لا يسلم من التنازع والاضطراب
المفضي إلى الحيرة والتيه، مع العبد الذي يتبع سيدا واحدا يحبس نفسه لطاعته دون
غيره، هكذا ضرب الله لنا مثلا للذي يعبد الله الواحد الأحد، والذي يشرك مع الله
آلهة أخرى، سواء كان هوى متبعا، أو صنما معظما، أو نفسا أمارة بالسوء، أو ظالما
متجبرا عبَّد الناس له من دون الله سبحانه.
وذكر الخطيب بأن من أعظم علامات ضعف الإنسان وهوانه عبادته لغير الله، وهذا ما يجعله سهل الانقياد والإغواء من لدن أخيه الإنسان، وهذا المعنى الخفي في عبادة غير الله التي تضعف الإنسان، وهو المعنى الذي غاب عن الصحابي الجليل سيدنا عدي بن حاتم، عندما سمع النبي ﷺ يقرأ قول الله تعالى: ﴿اَ۪تَّخَذُوٓاْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَٰنَهُمُۥٓ أَرْبَاباٗ مِّن دُونِ اِ۬للَّهِ﴾،
حتى فرغ منها، فقلت: إنا لسنا نعبدهم، فقال: أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه، ويحلون ما حرم الله فتستحلونه؟ قلت: بلى، قال فتلك عبادتهم
المصدر: قناة وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية على اليوتيوب
إرسال تعليق