دور الخطاب الديني في دعم الأمن
والتنمية
الحضور الكريم، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. يسر المجلس العلمي
المحلي لإقليم لسيدي قاسم ، أن ينظم بمناسبة عيد العرش المجيد ، وبمناسبة إطلاق
خطة تسديد التبليغ مائدة مستديرة حول موضوع : دور الخطاب الديني في دعم الأمن والتنمية.
ولمناقشة هذا الموضوع، يسر المجلس العلمي أن يستضيف الأستاذ الجليل : عبد
اللطيف بومهدي، وهو محافظ بالمحكمة الابتدائية بمشرع بلقصيري، وعضو بالمجلس العلمي
المحلي لإقليم سيدي قاسم، وخطيب، ومؤطر في خطة ميثاق العلماء، وله عدة مؤلفات منها
ما هو مطبوع، ومنها ما هو قيد الطبع.
قبل إحالة الكلمة على الأستاذ المحترم ، أحب أن أذكر بسياق وأهداف هذا اللقاء
المبارك.
فمن المعلوم أن المجلس العلمي الأعلى، و وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية،
أطلقوا في الآونة الأخيرة مشروعاً رائدا، وخطة فريدة، أسموها خطة تسديد التبليغ من
أجل حياة طيبة، وهي خطة عنوانها يكشف عن مغزاها، وعن مضمونها، وعن أهدافها
وتجلياتها.
فهي خطة تروم توجيه الخطاب الديني نحو تحقيق أهدافه ومقاصده، بغية تضييق
الفجوة الحاصلة بين الدين والتدين، حيث أصبح ملاحظاً للعامة والخاصة أن هناك فجوة
بين ما يدعو إليه الدين، ويوجه إليه، ويحث عليه، ويرغب فيه، وبين ما يتمثله
الأفراد، ويعتقدونه، ويترجمونه في الواقع سلوكاً ومعاملات قد لا تمت للدين بصلة،
وهو الأمر الذي من شأنه أن يحدث أعطاباً، ومشاكل داخل المجتمع.
ومن المعلوم أن تماسك المجتمع، وحفظ النظام فيه مقصد عظيم من مقاصد الشريعة.
فالشريعة ما جاءت إلا لتضبط وتنظم سلوك الأفراد داخل المجتمع، لينعم كل أفراد هذا
المجتمع بالأمن والأمان والسكينة والاطمئنان، والحياة الطيبة. ولهذا، فإن هذا
اللقاء المبارك، يهدف إلى :
أولاً: التعريف بخطة العلماء، ومقصدهم من وراء إطلاق الخطة وكيف يمكن لهذه الخطة أن
تسهم في دعم الأمن والتنمية الشاملة في هذا البلد.
ثانياً: دعوة الجميع للمشاركة والانخراط في هذه الخطة، عن طريق دعم مؤسسة العلماء
والالتفاف حولها. لأن هذا المشروع في حقيقته هو مشروع الأمة، وثماره تعود على
الأمة، فهو من الأمة وإلى الأمة.
ولهذا نحن مدعوون جميعاً لمعرفة موقعنا ودورنا في هذه الخطة المباركة،
بالمشاركة الفاعلة، وبالالتفاف حول مؤسسة العلماء.
ومن المعلوم، أن الالتفاف حول مؤسسة العلماء، هو في جوهره التفاف حول مؤسسة
إمارة المؤمنين التي من مقاصدها الكبرى حراسة الدين، وسياسة الدنيا.
إرسال تعليق