0

 


دور خطبة الجمعة في ترسيخ ثابت إمارة المؤمنين

***

الحمد لله، والـصلاة والــسلام على مولانا رسـول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه

 وبعد، فـضيلة الأستاذ العلامة السيد رئيس المجلس العلمي المحلي لسيدي قاسم المحترم، السادة العلماء أعضاء المجلس العلمي، السادة الأئمة المرشدون، الـسادة العلماء والخطباء، الحضور الكريم السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أقـول وبالله تعالى التوفيق، لا يخفى على شـريف علمكم أن خطبة الجمعة لها أهمية كـبيرة، ولها دور هام في التأطير والتوجيه والإرشاد، وفي غرس القيم والأخلاق الإسلامية الرفيعة، وأيضاً لها دور هام في ترسيخ ثـوابت الأمة واختياراتها، وعلى رأس هذه الثوابت: إمارة الـمؤمنين، وهو الثابت الأعظم الذي تــقوم باقي الثوابت.

فقد اختار المغاربة منذ القرن الثاني إلى اليوم، أن تكـون علاقتهم بولاة أمورهم مبنيةً على البيعة الشرعية، وهو أمر تفردوا به من بين سائر الأمم، حتى أصبح عندهم ثابتاً من الـثوابت، يحتفون به، ويفخرون أن الله تعالى جعلهم يستظلون بظل إمارة المؤمنين، التي تصون أمنهم، وتحفظ دينهم، وتجمع بإذن الله كلمتهم، وفي هذه المداخلة، أستعرض مع حضراتكم كيف أن خطبة الجمعة تـساهم في ترسيخ ثابت إمارة المؤمنين، وتعمق الإحساس به في وجدان وقلوب وعقـول المغاربة، وأقف مع نـقطة واحدة قل من يتنبه من الخطباء إلى أهميتها وفائدتها، ألا وهي: الدعاء لأمير المؤمنين في خطبة الجمعة، حيث يعد الدعاء لأمير المؤمنين في خطبة الجمعة أحد أهم الــوسائل في ترسيخ ثابت إمارة المؤمنين.

أيها الأفاضل، إن الدعاء لـولي الأمر من أجل أنـواع الدعاء وأعظمها نفعاً، وقد ذهب جمهور الفقهاء إلى استحباب الدعاء لـولي الأمر بالصلاح والحفظ، لما لصلاحه من أثـر على صلاح الأمة واستقامتها، قال الـنووي : فَأَمَّا الدُّعَاءُ لِأَئِمَّة الْمُسْلِمِينَ وَوُلَاةِ أُمُورِهِمْ بِالـصَّلَاحِ وَالْإِعَانَةِ عَلَى الْحَقِّ وَالْقِيَام بِالْعَدْل وَنَحْوِ ذَلِكَ.. فَمُسْتَحَبٌّ بِالِاتِّفَاقِ. وقال ابن قدامة المقدسي : وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَدْعُوَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَلِنَفْسِهِ، وَالْحَاضِرِينَ، وَإِنْ دَعَا لِـسُلْطَانِ الْمُسْلِمِينَ بِالصَّلَاحِ فَحَسَنٌ. فقَدْ رَوَى ضَبَّةُ بْنُ مُحَصِّنٍ، أَنَّ أَبَا مُوسَى كَانَ إذَا خَطَبَ، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُـو لِعُمَرَ وَأَبِي بَكْرٍ، وَأَنْكَرَ عَلَيْهِ ضَبَّةُ الْبِدَايَةَ بِعُمَرَ قَبْلَ الدُّعَاءِ لِأَبِي بَكْرٍ، وَرَفَعَ ذَلِكَ إلَى عُمَرَ، فَقَالَ لِـضَبَّةَ : أَنْتَ أَوْثَـقُ مِنْهُ وَأَرْشَدُ. وفي هذا إشارة إلى أن الدعاء لــولي الأمر في خطبة الجمعة أمر جرى عليه عمل الصحابة رضي الله عنهم، وأنه لـو كان أمراً غير مشروع لأنكـر عمر رضي الله عنه على أبي موسى رفعه الدعاء له وهو على الـمنبر.

ومن هنا جرت الـعادة عندنا في مساجد المملكة الشريفة، أن يـرفع خطيبُ الجمعة وهو على المنبر الدعاء لأمير المؤمنين، بألفاظ واضحة تدل على التبجيل والتعظيم، والحفظ لجلالته ولــوليّ عهده، ولشقيقه وسائر أسـرته الـعلوية الشريفة، وهذا الـصنيع له دلالات عظمى ومقاصد جليلة، منها :

الدلالة الأولى : أن الدعاء لأمير المؤمنين في خطبة الجمعة يعد من باب الطاعة التي أمر الله عز وجل المؤمنين بها في قوله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُــوا اللَّهَ وَأَطِيعُــوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْـرِ مِنكُمْ.  فالدعاء لأمير المؤمنين هو تعبير صريح عن الــولاء والطاعة، بل هو أعظم من ذلك، فهو قـربة يُتقرب بها إلى الله تعالى.  وفي الحديث: مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ، وَمَنْ أَطَاعَ أَمِيرِي فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ عَصَى أَمِيرِي فَقَدْ عَصَانِي ". ومن الـطاعة امتثال أمر الجهات الرسمية بـرفع الدعاء لأمير المؤمنين في خطبة الـجمعة.

الدلالة الـثانية : أن الدعاء لأمير المؤمنين في خطبة فيه دلالة على الإجلال والـتوقير والتعظيم، وهـو أمر نصت عليه الشريعة وأمرت به،  ففي الحديث عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ مِنْ إِجْلَالا للَّهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ، وَحَامِل الْقُرْآن غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ، وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ. أي: أنه من إجلال الله وتوقيره وتعظيمه سبحانه وتعالى، إجلال وتوقير الكبير في السن، والحامل للقرآن، والإمام الـعادل. ولهذا قالوا : من السنة أن تُـوقِّر أربعة : العالمَ، وذا الشيبة، والسلطان، والوالد . فالـسُّلْطَانُ ظِلُّ اللهِ فِي الْأَرْضِ، مَنْ أَكْرَمَهُ بالطاعة والانقياد، والإجلال والتوقير والدعاء له أكْرمه الله، وَمن أهانه بضد ذَلِك أهانه الله . ولهذا قَالَ سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رَحِمَهُ اللَّهُ : لَا يَـزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَظَّمُوا السُّلْطَانَ وَالْعُلَمَاءَ، فَإِذَا عَظَّمُوا هَذَيْنَ أَصْلَحَ اللَّهُ دُنْيَاهُمْ وَأُخْرَاهُمْ، وَإِذَا اسْتَخَفُّوا بهذين أفسد دنياهم وَأُخْرَاهُمْ .

الدلالة الثالثة : أن الدعاء لأمير المؤمنين في خطبة الجمعة فيه إعانة له على تـحمل الأمانة التي استرعاه الله عز وجل إياها، وقد دعا صلى الله عليه وسلم لمن ولي شيئاً من أمور الـمسلمين فقال: اللهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ . وفي هذا دليل على جواز الدعاء لمن ولي شيئاً من أمور المسلمين. فالــوِلاية أمانة ثقيلة، والإعانة عليها أمر واجب على الأمة، وإن خير ما يُعان ويـستعان به دعاء الله تعالى.

الدلالة الرابعة : أن الدعاء لأمير المؤمنين في خطبة الجمعة فيه دلالة على المحبة لجلالته، لأن القلوب مجبولة على حب من أحسن إليها، ، وقد جرت الـعادة أن من أحب شخصاً خصه بالدعاء، وفي الحديث: خِيَار أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ . والصلاة هنا معناها : الدعاء، أي خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتدعون لهم ويدعـون لكم .فالدعاء بظهر الغيب لأمير المؤمنين هو تعبير صريح عن المحبة، قال الشوكاني : في الحديث دليل على مشروعية محبة الأئمة  والدعاء لهم، وأن من كان من الأئمة محباً للرعية، ومحبوباً لديهم، وداعياً لهم، ومدعوا له منهم، فهو من خيار الأئمة .

الدلالة الخامسة : أن الدعاء لأمير المؤمنين في خطبة الجمعة، فيه دلالة على عدم الـمنازعة، وأن الداعي والمؤمن قائمان بما تـقتضيه البيعة من السمع والطاعة والانقياد، وفي الحديث عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ : بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّم عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي المَنْشَطِ وَالمَكْرَهِ، وَأَن لا نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ . والـبيعة معناها : العهد على الطاعة ، وقيل: هي إعطاء العهد من المبايع على السمع والطاعة للأمير، في غير معصية، في المنشط والمكره، والـعسر واليسر، وعدم منازعته الأمر وتـفويض الأمور إليه .

الدلالة الـسادسة : أن الدعاء لأمير المؤمنين في خطبة الجمعة يعد من باب النصيحة، والنصيحة ضد الـغش، بمعنى أن من لم يرفع الدعاء لأمير المؤمنين في خطبة الجمعة فإنه يكـون غاشاً له غير ناصح، ففي الحديث عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِي، أَنَّ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ : " الدِّينُ النَّصِيحَةُ، قُلْنا: لِمَنْ؟ قالَ : " لِلهِ وَلِكِتابِهِ وَلِـرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِم " . قال ابن دقيق العيد : ومن النصيحة لأئمة المسلمين معاونتهم على الحق وطاعتهم فيه، وأمرهم به، وتذكيرهم بـرفق، والصلاة خلفهم وجهاد أهل الباطل معهم والدعاء لهم بالــصلاح .

الدلالة الـسابعة : وهي فائدة، وهي أن الدعاء لأمير المؤمنين منفعته تعـود على الداعـين، لأن الدعاء له بالتوفيق والسدادِ والصلاحِ والإعانة والمعافاةِ، فيه صلاح له، وبصلاحه تصلح الأمة، ولهذا كان الدعاء لأمير المؤمنين من أهمِّ الأدعية وأكثرِها نفعاً، حتى قال الإمام الفُضيلُ بنُ عياض رحمه الله : لو كانت لي دعوةٌ مستجابةٌ لَم أجعلها إلاَّ في إمام، لأنَّه إذا صلح الإمامُ أمن البلاد و العباد. وهذا من تمام فقهه وحسنِ فهمِه رحمه الله، ولهذا قال عبد الله بن المبارك رحمه الله معلِّقاً على كلمة الفضيل هاته: " يا معلِّم الخير من يجترئ على هذا غيرُك ".يقصِد أنَّ الفضيلَ لَم يُرِد أن يخصَّ نفسَه بالدعوة المستجابة لو كانت له، بل أراد أن يجعلها لِمَن يعمُّ نفعُه إذا صلُح وهو الـسلطان. ومما نقل عن الإمام أحمد قـوله : وَإِنِّي لِأَرَى طَاعَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ، وَفِي عُسْرِي وَيُسْرِي وَمَنْشَطِي وَمَكْرَهِي، وَأَثَرَةٍ عَلَيَّ، وَإِنِّي لَأَدْعُـو اللَّه َلَه ُبِالتَّسْدِيدِ وَالتَّوْفِيقِ، فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ. ورحم الله الإمام أبا بكر الطرطوشي المالكي لما قال : من قال في دعائه : اللهم لا تـوفقه فقد دعا على نفسه وعلى سائر الــرعية .

الدلالة الـثامنة : أن الدعاء لأمير المؤمنين في خطبة الجمعة هــو من باب من أسدى إليكم معروفاً فكافئـوه، ففي الحديث : مَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُـونَهُ، فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ، أي : من أحسن إليكم إحساناً قـولياً أو فعلياً فجـازوه بمثله، أو خير منه، وأحسنوا إليه مثل ما أحسن إليكم، فإن لم تقدروا فبالغوا له في الدعاء . فأمير الـمؤمنين أعز الله أمره لما كان قائماً على أمن البلاد والعباد، كان الواجب مكافأته بما هـو في المقدور، وهـو الدعاء.

الدلالة التاسعة : أن الدعاء لأمير المؤمنين في خطبة الجمعة فيه جمع للـكلمة وتوحيد لصف الأمة. فتوجه الخطيب بالدعاء لأمير المؤمنين، وتأمين الحاضرين  على  دعائه معناه : أن الأمة قلوبها موحدة، وأن كلمتها مجتمعة، وأن صفوفها متراصة، وأنتم تعلمون أن جمع الكلمة وتوحيد الصف مقصد عظيم جاءت به الـشريعة، لأنه بوحدة الأمة وتماسكها تُدفع الفتن والأخطار، ولهذا قال تعالى : وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُــوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ . فالتنازع طريق للفشل والانهزام، ورحم الله العلامة الطاهر بن عاشور لما قال : إِذَا كانوا قد نُهُوا عَنِ التَّنَازُعِ بَيْنَهُمْ، فَالتَّنَازُعُ مَعَ وَلِيِّ الْأَمْر ِأَوْلَى بِالنَّهْيِ .

الدلالة الـعاشرة : أن الدعاء لأمير المؤمنين في خطبة الجمعة فيه تحبيب له إلى رعيته، وقد ذكـر سعد الدين بن جماعة في كتابه : "تحرير الأحكام في تدبير أهل الإسلام". جملة من الحقوق الـواجبة للإمام على رعيته، وذكـر من بينها : رد الْقُلُوب النافرة عَنهُ إِلَيْهِ، وَجمع محبَّة النَّاس عَلَيْهِ، لما فِي ذَلِك من مصَالح الْأمة وانتظام أُمُور الْملَّة . ومما يحكى في هذا الباب أن عبد الله بن المبارك كانت له قصيدة ينشدها، مما جاء فيها قــوله:

الله يدفعُ بالـسُّلطانِ مُعضلةً * عن ديننا رحمةً منه وَرضوانا

لَـولا الأَئمة لَم تأمن لنا سُبل * وكان أضعَفنا نهباً لأقــوَانا

فقيل : إنّ الرشيد أعجبه هذا، فلمّا بلغه موت ابن المبارك، قال : إنا لله وإنا إليه راجعون، يا فضل ائذن للناس يعزونا في ابن المبارك، أليس هو القائل : الله يدفع بالسلطان معضلة.. وذكر البيتين، ثم قال : من الذي يسمع هذا من ابن المبارك ولا يعـرف حقنا. وهذا فيه إشارة إلى أنه من الأدوار المنوطة بأهل العلم والـفضل والخطباء والوعاظ والمرشدين تحبيب الـرعية في ولي الأمر، وجمع كلمتهم عليه.

أيها الأفاضل : إن الدعاء لـولي الأمر له أهميته، وله فائدته، ولا ينبغي لأحد تــركه ولا الانتقاص منه، فالعلماء قديماً جعلـوا الدعاء لولي الأمر معياراً يميز به بين أهل السنة وأهل البدعة، حتى قال الحسن بن علي في كتابه شرح السنة:  إذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم أنه صاحب هوى، وإذا رأيت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله. وقد خصص عدد من العلماء موضوع الدعاء لولي الأمر بالتأليف والتصنيف، نظراً لأهميته وفائدته، ومن هؤلاء الأعلام يحيى بن منصور الحراني، الذي ألف كتاباً سماه : دعائم الإسلام في وجوب الدعاء للإمام. ومما نقل عن الإمام أبي الحسن الأشعري قوله : ونرى الدعاء لأئمة المسلمين بالصلاح والإقرار بإمامتهم. وذكر في كتابة رسالة إلى أهل الثغر الإجماع على هذا الأمر حيث قال : وأجمعوا على النصيحة للمسلمين، وعلى الـتوادد في الله، والدعاء لأئمة المسلمين . وروى جمع من العلماء عَن الفضيل بن عِيَاض أنه قال : لَو ظَفرت بِبَيْت المَال لأخذت من حَلَاله وصنعت أطيب الطَّعَام ثمَّ دَعَوْت الصَّالِحين وَأهل الْفضل فَإِذا فرغــوا قلت لَهُم تَعَالَوْا نَدعو الله أَن يوفق أميرنا.

وختاماً أقـول : إن الدعاء لأمير المؤمنين في خطبة الجمعة له مقاصد جليلة، تبدأ من الإجلال والتـوقير والتعظيم، وتنتهي بجمع الـكلمة وتـوحيد صف الأمة خلف قائدها، فـينغي لكل خطيب خطيب أن يعرف قـيمة هذا الأمر وفائدته وثمرته، حتى يكـون بإذن الله عز وجل أحد الفاعلين في تـرسيخ ثـوابت الأمة واختياراتها. 

إرسال تعليق

 
Top